edje03 - الصفحة الشاعر نزار قباني
  الصفحة المنوعات
  الصفحة الشاعر نزار قباني
  نحن هونا
  edje03
  صورفنانات العرب
  العاب
  الافلام العربية والجنبية
  برامج
  ام كلثوم كوكب الشرق
  اسماء الله الحسني
  المسلسلات
  اغاني
  شعر
  الزمن الجميل
  صور يوسف القرضاوي في موريتانيا
  google
  الأبراج

أجمل قصائد نزار قبانى....          

قصيدة أحبك جدا

أحبك جدا
واعرف ان الطريق الى المستحيل طويل
واعرف انك ست النساء
وليس لدي بديل
واعرف أن زمان الحبيب انتهى
ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول..
احبك جدا..
احبك جدا وأعرف اني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى..وبيني وبينك
ريح وبرق وغيم ورعد وثلج ونار.
واعرف أن الوصول اليك..اليك انتحار
ويسعدني..
أن امزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو..ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية..
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جدا واعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين
وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني
أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله ..لا تتركيني
لا تتركيني..
فما أكون أنا اذا لم تكوني
أحبك..
أحبك جدا ..وجدا وجدا وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا..
وما همني..ان خرجت من الحب حيا
وما همني ان خرجت قتيلا
                    

أجمل قصائد نزار قبانى....

 

التحديات
أتحدّى..
من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني
يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ
وعقودَ الياسمينِ..
أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ
من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ
أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..
أتحدّى..
كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ
منذُ آلافِ القرونِ..
أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً
فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني
أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي
وطناً مثلَ فمي..
وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني
أتحدّاهُم جميعاً..
أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً
كمكاتيبِ غرامي..
أو يجيؤوكِ –على كثرتهم-
بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..
أتحداكِ أنا أن تذكُري
رجلاً من بينِ من أحببتهم
أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ
أتحدّى..
مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ
والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ
فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..
تجديني دائماً بينَ السطورْ
إنني أسكنُ في الحبّ..
فما من قبلةٍ..
أُخذتْ.. أو أُعطيتْ
ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...
أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي
وبواريدَ القبيلهْ..
أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ
منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ
أتحدّاهم جميعاً..
أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..
أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ
مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..
أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي
عاشقاً مثلي..
وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري
فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..
واضحكي،
وابكي،
وجوعي،
فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي
موطناً فيهِ تنامينَ كصدري..
  










للمهتمين بشعر نزار قباني عندي اليوم مجموعة من الدواويين الرائعة الو

بكونو بروابط واي رابط في خلل يرجى فقط بعت رسالة خاصة وبتم تصليح الرابط

نبدأ بالروابط

أحبك أحبك والبقية تأتي
http://www.4shared.com/file/16966890/ac75a694/___.html



أحلى قصائدي
http://www.4shared.com/file/16966849.../__online.html


الرسم بالكلمات
http://www.4shared.com/file/16966912.../__online.html



حبيبتي
http://www.4shared.com/file/16966848...b/_online.html



قصائد متوحشة
http://www.4shared.com/file/16966868.../__online.html



قالت لي السمراء
http://www.4shared.com/file/16966907...___online.html



طفولة نهد
http://www.4shared.com/file/16966882.../__online.html



سامبا
http://www.4shared.com/file/16966838.../__online.html



قصائد
http://www.4shared.com/file/16966897...7/_online.html



كل عام وأنتي حبيبتي
http://www.4shared.com/file/16966878/3c2d0328/___.html



مئة رسالة حب
http://www.4shared.com/file/16966893...___online.html



هكذا أكتب تاريخ النساء
http://www.4shared.com/file/16966918/6bb5ce99/___.html


وازا وجدت دواوين تانية راح بحطها هون سلام







قصيده لنزار قباني الى تلميذه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





قُل لي –ولو كذباً – كلما ناعماً

قد كادَ يقتلني بكَ التمثالُ

مازلتِ في فن المحبّة .. طفلةً

بيني وبينكِ أبحرٌ وجبالُ

لم تستطيعي – بعدُ – أن تتفهمي

أن الرجال جميعهم .. أطفالُ

إني لأرفض أن اكون مهرجاً

قزماً .. على كلماتة يحتالُ

فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً

فالصمتُ في حرم الجمال .. جمال

كلماتنا في الحب .. تقتل حبنا

إن الحروف تموت حين تقالُ



قصص الهوى قد أفسدتك فكلها

غيبوبةٌ .. وخرافةٌ .. وخيالُ

الحب ليس روايةً شرقيةً

بختامها يتزوج الأبطالُ

لكنةُ الإبحارُ دون سفينة

وشعورنا أن الوصول محالُ



هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ

وعلى الشفاة المطبقات سؤالُ

هو جدولُ الأحزان في أعماقنا

تنمو كروم حولة وغلالُ

هو هذه الأزمات تسحقنا معاً

فنموت نحنُ .. وتزهر الآمالُ

هو أن نثور لأيّ شيءٍ تافةٍ

هو يأسُنا .. هو شكنا القتالُ

هو هذه الكف التي تغتالنا

ونقبل الكفَّ التي تغتال ..



لاتجرحي التمثالَ في إحساسة

فلكم بكى في صمته .. تمثال


قد يطلع الحجر الصغير براعماً

وتسيل منه جدالٌ وظلالُ

إني أُحبكِ .. من خلال كابتي

حسبي وحسبك .. أن تظلّي دائماً

سرّاً يمني .. وليس يقالُ..


تحيااااااااتي

اجيه اسويدان

 

رسالة من تحت الماء

 

 

 

 

 

 

 

إن كنتَ صديقي.. ساعِدني

أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني

كَي أُشفى

 

كَي أرحَلَ عَنك..

منك

لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً

ما أحببت

لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً

ما أبحرت..

لو أنِّي أعرفُ خاتمتي

ما كنتُ بَدأت...

إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني

أن لا أشتاق

علِّمني

كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق

علِّمني

كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق

علِّمني

كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق

*

إن كنت نبياً .. خلصني

من هذا السحر..

من هذا الكفر

حبك كالكفر.. فطهرني

من هذا الكفر..

إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني

من هذا اليَمّ..

فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم

الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق

وأنا ما عندي تجربةٌ

في الحب.. ولا عندي زورق..

إن كنت أعز عليك .. فخذ بيديّ

فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدميّ

إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..

إنّي أغرق..

أغرق..

أغرق..

 

 

قصيدة تلومني الدنيا



تلومني الدنيا

 

 

تلومني الدنيا إذا أحببتهُ

كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ

كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ

كأنني أنا التي..

للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ

وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ

وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..

كأنني.. أنا التي

كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..

قد علّقتُه..

تلومُني الدنيا إذا..

سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..

كأنني أنا الهوى..

وأمُّهُ.. وأختُهُ..

هذا الهوى الذي أتى..

من حيثُ ما انتظرتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ

وكلِّ ما سمعتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ

هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني فاتحاً

يديهِ لي.. رددْتُهُ

وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..

هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..

على ستائري..

أراهُ.. في ثوبي..

وفي عطري.. وفي أساوري

أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..

أراهُ منقوشاً على مشاعري

لو أخبروني أنهُ

طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ

وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ

لو أخبروني أنهُ..

سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ

ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ

ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ

لكنتُ قد طردتهُ..

يا أيّها الغالي الذي..

أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ

هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ

أروعُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني زائراً

بالوردِ قد طوّقتهُ..

وليتني حينَ أتاني باكياً

فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ


 



تحليل قصيدة تلميذة

& تحليل قصيدة ( إلى التلميذة ) لشاعر المرأة نزار القباني .. *


ـ حياته ..

شاعر سوري ولد في دمشق ، تخرج في الجامعة السورية عام 1945م بإجازة في الحقوق ، عمل في سلك الدبلوماسي من 1945م إلى 1966 م ، فعرف عدة دول مثل تركيا وفرنسا وإنكلترا وإسبانيا وبعض الدول العربية ..

ترك الوظيفة حبا للأدب واتخذ من لبنان مقاما ، وأسس في بيروت دار " نزار قباني " للنشر ، مارس نشاطات صحفية وأدبية ..

لنزار قباني شخصية أدبية محببة لدى القراء ، نتبينها من نتاجه الأدبي ، ومن سماتها رقة العاطفة ، وخصوبة الخيال ، والقدرة على تمثيل الواقع بكلمات دافئة ..

من دواوينه : " قالت لي السمراء " 1944م ، " طفولة النهد " 1948 م ، " أنت لي " 1950 م ، " قصائد " 1956 م ، " حبيبتي " 1961م ، " الرسم بالكلمات " 1966م ، " قصائد متوحشة " 1970م ، وله في النقد : " الشعر قنديل أخضر " 1956م .. [/font][/size]


قصيدته : ( إلى تلميذة ) ..

قصيدة غزلية من ديوان الشاعر " الرسم بالكلمات " الذي حصل بعض أجواء الأندلس ، وقد سميت هذه المجموعة الشعرية من باب تسمية الكل باسم الجزء ، حيث تحمل إحدى قصائد عنوان " الرسم بالكلمات " ، وفيها يبين الشاعر أن لا خلاص لنا إلا عن طريق الشعر فيقول في آخر أبياتها :




كــلُّ الــدّروبِ أمـامَنــا مَســدودةٌ وخـلاصُنا في الرســم ِ بالكلمـات ِ

قُل لي ، ولَو كَذبا ً، كلاما ناعما ً قــد كـــاد َ يقتلُنــي بِـــك َالتمثــــال ُ

ما زِلت ِ في فنّ المحبَّة ِ ... طفلة ً بَينـــي وبَينــــك ِ أَبحُـــر ٌ وجبــــال ُ

لم تستطيعـــي ، بَعـد ُ، أن تتفهمي أن َّالّـــرجـــال َ جميعهــــم أطفـال

إنـي لأَرفُض أن أكـون َ مُهَرِجــا ً قَــزمــا ً ... علــى كلمــاته ِيَحتــال ُ

فإذا وقفت ُ أمام حُسنك ِ صامتـا ً فـالصًّمت ُ في حَرَم ِ الجمال جمال ُ

كلمــاتُنا فــي الحُــب ِّ تَقتُل حُبَّنـا إنَّ الحــروف َ تمـوت ُ حيــن تُقال ُ

قِصص ُ الهوى قد أفسدَتك ِ، فكُلُّنا غَيبــــوبـــةٌ وخُـــرافــة ٌ وخَيــــال ُ

الحــب ٌّ ليـــس روايـــة ً شــرقية ً بختـــامهـــا يتــــزوج ُ الأبطـــال ُ

لكنَّـــــه الإبحـــار ُ دون َ سفينـــة ٍ وشعورنــا أن َّ الوصـول َ مُحال ُ

هو َ أن تَظَّل على الأصابع رِعشة ٌ وعلــى الشِّفــاه المُطبقات ِ سؤال ُ

هو جدول ُ الأحزان ِ في أعماقنا تنمـــو كــــروم ٌ حَــولــه وغلال ُ

هو هذه الأزمات ُ تسحَقُنـا معــا ً فنمـــوت ُ نحن ُ ، وتُزهر ُ الآمال ُ

هو أن تثور َ لأي ِّ شيء ٍ تافه ٍ هــو يــأ سُنــــا .. وشكُّنـا القَتَّــال ُ

هو هــذه الكَف ُّ التــــي تغتالنـا ونقبّـــِل ُ الكـــــف َّ التـــي تَغتــــال ُ

لا تجرحي التِّمثال َ في إحساسه فلكَـــم بكـــى فــــي صمته تِمثـــال ُ

قد يُطلِع ُ الحجر ُ الصغير ُ براعما ً وتسيــل ُمنـــــه جــــداول ٌ وظِــلال ُ

إنّــي أُحبُّك ِ .. من خلال كآبتي وَجها ً كــوجه ِ الله ِ ليـــس يُطـــــال ُ

حَسبي وحَسبُك ِ أن تظلي دائما ً سِــرا ً يُمـــزِّقني .. وليـــس يُقـــــال ُ



دراسة وتحليل ..

غزل وموقف :

القصيدة غزلية تمثل فن التحدث إلى المرأة وبراعة الكشف عن العواطف المشحونة بالمفاهيم والمواقف ، وهي من شعر نزار قباني يمثل انقلابا على مفهوم الغزل العربي ، حيث البوح بالحب في مجتمع مسيج بالأعراف والتقاليد ، مجتمع لم يكن يعترف بمثل هذا الحب الجريء والصريح ، وهذا التوجه إلى الغزل عند نزار جعله في رأي النقاد والدارسين ، شاعر المرأة والجمال في دنيا العرب .

الفكرة :


يمثل مطلع القصيدة موقفا لفتاة معجبة بالشاعر وقد أثارتها لا مبالاته نحوها فتسأله : " قل لي كلاما ناعما ولو كذبا " ، ويرد الشاعر بسيل من المعاني والمواقف تتخللها جملة من المشاعر والعواطف التي تداخلتها مفاهيم وآراء جاد بها فكره ..

فإذا بالفتاة الغضة ، العطشى إلى الحب ، تترجم واقعا لمجمل الفتيات في مثل سنها وفي مثل نظرتها إلى الحب .. هو الحب الذي تكتنفه البراءة وتظلله الأحلام بعيدا عن التقاليد وقساوتها أحيانا ، أما الشاعر ففي رده نصح وإرشاد يطمسان حقيقة اندفاعه نحو الفتاة ..

ويأخذ الشاعر في إيراد سلسة من التعريفات للحب تعمق مفهومه عند الفتاة وتوسع إدراكها له ، فصمته أمامها بوح واعتراف بحبها .. والتعبير عن الحب ليس إحياء له وإنا قتل وتحيد ..
قصص الهوى التي سمعتها هذه الفتاة ما هي إلا من نسج الخيال مسطح .. الحب عند الشاعر ليس طقسا شرقيا ينهي حكما نهاية معهودة ..

إنه .. أي الحب ارتياد للمجهول وملامسة للمستحيل .. هو انفعال دائم وبحث مضن عن جدوى الوجود .. هو هذا الحزن الدفين الذي يرعى نفوسنا ويحيا بها .. هو الثورة والانفعال والشك ..


ونزار قباني يكشف عن موقف من الجمال ، يتمثل في الصمت المعبر بوضوح عن حقيقة ما يفكر فيه تجاه قضية شغلت الناس والمجتمع منذ أقدم العصور : إنها قضية الحب والعلاقة بين الرجل والمرأة ، ومفهوم كل منهما لهذه القضية ، حيث التباين في الرأي وفي المفهوم والموقف ..
ومن المعاني التي تستوقفنا قول الشاعر : " الصمت في حرم الجمال جمال " وقوله :

إني أحبِّك ِ من خِلال كآبتي وَجها كوجه ِالله ليس يُطال ُ

فيعبر بذلك عن سمو الحب ولا نهائياته ..

وتجربة الشاعر ، وإن كانت ذاتية الطابع ، شخصية الانتماء ، إلا أنها ترقى لتبلغ مستوى إنسانيا حيث تكتسب الفكرة طابعا شموليا ..



العاطفة ..

[/font]والعاطفة في القصيدة طاغية وجارفة ، نراها في براءة الفتاة الراغبة في سماع كلمات الحب تدغدغ مشاعرها وتثيرها ، وهي ما تزال طفلة لا تقوى على تحمل عاطفة الرجل المتفجرة .. إنها طفولة فكر غض غرير لا يقوى على الحب اللاهب الذي يمثله رجل جاوز في التجربة والمعاناة حدود النضج ..
وتتنوع العاطفة بين الصدق والاندفاع الجارف ، بين التعبير عن مكامن الذات ومظاهر الحديث الخادع ، بين الصمت والبوح ، بين حقيقة المشاعر وما يختزنه وجدان الإنسان المحب من حزن وثورة وشك وخرافة ..

نزار قباني في القصيدة يتدفق انفعالا ، يلفه اليأس والأمل ويتفجر بكاءً صامتا ، وكآبة ً حيث عاطفة الحب سر لا يجوز الكشف عنها أو تعريتها ، عاطفة تكمن في هذا اللغز المحير .. هكذا تتبدى العاطفة الصادقة مسيطرة ، عميقة ، متجذرة ، ذات طابع إنساني ؛ لأنها تلامس كل ذات بشرية ولا تقتصر على ذات صاحبها ..

الخيال ..

أما الخيال في النص فيعانق الإطار العاطفي المشحون بحيث تطالعنا صور محتشدة ولوحات متلاحقة يجود بها خيال الشاعر الخصب والمتسم ببعد التصور ، فإذا بنا أمام عالم خيالي مثالي ..
صحيح أن بعض الصور عادي محسوس كقول الشاعر : " إني لأرفض أن أكون مهرجا قزما " ..
ولكن يبقى في بعضها جمال وبهاء يدلان على جنوح المخيلة وتنامي المقدرة على التصوير .. فلنسمع الشاعر يصف الحب بأنه " الإبحار دون سفينة " هو الشعور بأن الوصول إلى الشاطئ مستحيل ، " هو جدول الأحزان " يتمثل في موت الإنسان وفي ثورته ، هو في تفجر الحجر " براعم وجداول وظلالا " ..


التعبير ..

والقصيدة بمعانيها وعواطفها وصورها ، نتاج متوازن للقوى الأدبية جاء في صياغة متميزة بالرقة والسلاسة ، وبالتعبير الحي والمتنوع ، فمن جملة إنشائية إلى أخرى خبرية حيث الانسياب والعذوبة ، ومن أسلوب التوكيد [ 4 ـ 17 ] إلى أسلوب تكرار [ 11 ـ 14 ] ومن كلام تكثر فيه المحسنات البديعية والصور البيانية من مثل التشبيه والاستعارة والكناية والطباق وغيره مما يضفي على الكلام الكثير من الرونق بعيدا عن التكلف ..

أما اللفظة فتبعث على الارتياح وتدل على حسن الانتقاء ، وهي مختارة للفن نفسه ، الجرس والإيقاع متوافران ويتركان أثرا في نفس السامع ، وبخاصة عند الإحساس بالوزن الفخم المختار والقافية اللينة الممدودة ..
لقد أجاد الشاعر تحقيق التآلف بين مختلف عناصر الأدب ومن فكرة وعاطفة وصورة ..
وبرع في الصياغة والملاءمة بشكل طبيعي وعفوي يشف عن ذوق رفيع وفهم وتعمق وإحاطة باللغة التي أتقنها ..

وخلاصة القول ..
أن القصيدة أثر فني جامع لعناصر الأدب ، وهي تأكيد على ماهية الأدب في كونه كلاما فنيا يعبر به إنسان موهوب عن أحاسيس ومشاعر وأخيلة وأفكار تخطر في باله ، فيعيشها ثم يرسلها في مناخ نفسي ملائم بقصد خلق حالة وجدانية مماثلة لتلك التي مر بها أثناء الانفعال ، وفي سعيه نحو إشراك الآخرين في تجربته الذاتية ..

 


________________

 

 

 

منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ اسرئيل

 

 

 

   

   

 
 

 

 

 

 

 





































 

 

الكَلِمَاتْ .. بينَ أسنان رجال المُخَ

جمل قصائد نزار قبانى

ا

جمل قصائد نزار قبانى

إمرأة من الشعر الفصيحزجاجبَراتْ

 

 

 

 

 

لن تجعلوا من شعبنا

شعبَ هنودٍ حُمرْ..

فنحنُ باقونَ هنا..

في هذه الأرضِ التي تلبسُ في معصمها

إسوارةً من زهرْ

فهذهِ بلادُنا..

فيها وُجدنا منذُ فجرِ العُمرْ

فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعرْ

مشرِّشونَ نحنُ في خُلجانها

مثلَ حشيشِ البحرْ..

مشرِّشونَ نحنُ في تاريخها

في خُبزها المرقوقِ، في زيتونِها

في قمحِها المُصفرّْ

مشرِّشونَ نحنُ في وجدانِها

باقونَ في آذارها

باقونَ في نيسانِها

باقونَ كالحفرِ على صُلبانِها

باقونَ في نبيّها الكريمِ، في قُرآنها..

وفي الوصايا العشرْ..

2

لا تسكروا بالنصرْ…

إذا قتلتُم خالداً.. فسوفَ يأتي عمرْو

وإن سحقتُم وردةً..

فسوفَ يبقى العِطرْ

3

لأنَّ موسى قُطّعتْ يداهْ..

ولم يعُدْ يتقنُ فنَّ السحرْ..

لأنَّ موسى كُسرتْ عصاهْ

ولم يعُدْ بوسعهِ شقَّ مياهِ البحرْ

لأنكمْ لستمْ كأمريكا.. ولسنا كالهنودِ الحمرْ

فسوفَ تهلكونَ عن آخركمْ

فوقَ صحاري مصرْ…

4

المسجدُ الأقصى شهيدٌ جديدْ

نُضيفهُ إلى الحسابِ العتيقْ

وليستِ النارُ، وليسَ الحريقْ

سوى قناديلٍ تضيءُ الطريقْ

5

من قصبِ الغاباتْ

نخرجُ كالجنِّ لكمْ.. من قصبِ الغاباتْ

من رُزمِ البريدِ، من مقاعدِ الباصاتْ

من عُلبِ الدخانِ، من صفائحِ البنزينِ، من شواهدِ الأمواتْ

من الطباشيرِ، من الألواحِ، من ضفائرِ البناتْ

من خشبِ الصُّلبانِ، ومن أوعيةِ البخّورِ، من أغطيةِ الصلاةْ

من ورقِ المصحفِ نأتيكمْ

من السطورِ والآياتْ…

فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ، وفي الماءِ، وفي النباتْ

ونحنُ معجونونَ بالألوانِ والأصواتْ..

لن تُفلتوا.. لن تُفلتوا..

فكلُّ بيتٍ فيهِ بندقيهْ

من ضفّةِ النيلِ إلى الفراتْ

6

لن تستريحوا معنا..

كلُّ قتيلٍ عندنا

يموتُ آلافاً من المراتْ…

7

إنتبهوا.. إنتبهوا…

أعمدةُ النورِ لها أظافرْ

وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ

والموتُ في انتظاركم في كلِّ وجهٍ عابرٍ…

أو لفتةٍ.. أو خصرْ

الموتُ مخبوءٌ لكم.. في مشطِ كلِّ امرأةٍ..

وخصلةٍ من شعرْ..

8

يا آلَ إسرائيلَ.. لا يأخذْكم الغرورْ

عقاربُ الساعاتِ إن توقّفتْ، لا بدَّ أن تدورْ..

إنَّ اغتصابَ الأرضِ لا يُخيفنا

فالريشُ قد يسقطُ عن أجنحةِ النسورْ

والعطشُ الطويلُ لا يخيفنا

فالماءُ يبقى دائماً في باطنِ الصخورْ

هزمتمُ الجيوشَ.. إلا أنكم لم تهزموا الشعورْ

قطعتم الأشجارَ من رؤوسها.. وظلّتِ الجذورْ

9

ننصحُكم أن تقرأوا ما جاءَ في الزّبورْ

ننصحُكم أن تحملوا توراتَكم

وتتبعوا نبيَّكم للطورْ..

فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضورْ

من بابِ كلِّ جامعٍ..

من خلفِ كلِّ منبرٍ مكسورْ

سيخرجُ الحجّاجُ ذاتَ ليلةٍ.. ويخرجُ المنصورْ

10

إنتظرونا دائماً..

في كلِّ ما لا يُنتظَرْ

فنحنُ في كلِّ المطاراتِ، وفي كلِّ بطاقاتِ السفرْ

نطلعُ في روما، وفي زوريخَ، من تحتِ الحجرْ

نطلعُ من خلفِ التماثيلِ وأحواضِ الزَّهرْ..

رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ

في غضبِ الرعدِ، وزخاتِ المطرْ

يأتونَ في عباءةِ الرسولِ، أو سيفِ عُمرْ..

نساؤنا.. يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ على دمعِ الشجرْ

يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ، بوجدانِ البشرْ

يحملنَ أحجارَ فلسطينَ إلى أرضِ القمرْ..

11

لقد سرقتمْ وطناً..

فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ

صادرتُمُ الألوفَ من بيوتنا

وبعتمُ الألوفَ من أطفالنا

فصفّقَ العالمُ للسماسرهْ..

سرقتُمُ الزيتَ من الكنائسِ

سرقتمُ المسيحَ من بيتهِ في الناصرهْ

فصفّقَ العالمُ للمغامرهْ

وتنصبونَ مأتماً..

إذا خطفنا طائرهْ

12

تذكروا.. تذكروا دائماً

بأنَّ أمريكا – على شأنها –

ليستْ هيَ اللهَ العزيزَ القديرْ

وأن أمريكا – على بأسها –

لن تمنعَ الطيورَ أن تطيرْ

قد تقتلُ الكبيرَ.. بارودةٌ

صغيرةٌ.. في يدِ طفلٍ صغيرْ

13

ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعامْ

لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألفِ عامْ

طويلةٌ معاركُ التحريرِ كالصيامْ

ونحنُ باقونَ على صدوركمْ..

كالنقشِ في الرخامْ..

باقونَ في صوتِ المزاريبِ.. وفي أجنحةِ الحمامْ

باقونَ في ذاكرةِ الشمسِ، وفي دفاترِ الأيامْ

باقونَ في شيطنةِ الأولادِ.. في خربشةِ الأقلامْ

باقونَ في الخرائطِ الملوّنهْ

باقونَ في شعر امرئ القيس..

وفي شعر أبي تمّامْ..

باقونَ في شفاهِ من نحبّهمْ

باقونَ في مخارجِ الكلامْ..

14

موعدُنا حينَ يجيءُ المغيبْ

موعدُنا القادمُ في تل أبيبْ

"نصرٌ من اللهِ وفتحٌ قريبْ"

15

ليسَ حزيرانُ سوى يومٍ من الزمانْ

وأجملُ الورودِ ما ينبتُ في حديقةِ الأحزانْ..

16

للحزنِ أولادٌ سيكبرونْ..

للوجعِ الطويلِ أولادٌ سيكبرونْ

للأرضِ، للحاراتِ، للأبوابِ، أولادٌ سيكبرونْ

وهؤلاءِ كلّهمْ..

تجمّعوا منذُ ثلاثينَ سنهْ

في غُرفِ التحقيقِ، في مراكزِ البوليسِ، في السجونْ

تجمّعوا كالدمعِ في العيونْ

وهؤلاءِ كلّهم..

في أيِّ.. أيِّ لحظةٍ

من كلِّ أبوابِ فلسطينَ سيدخلونْ..

17

..وجاءَ في كتابهِ تعالى:

بأنكم من مصرَ تخرجونْ

وأنكمْ في تيهها، سوفَ تجوعونَ، وتعطشونْ

وأنكم ستعبدونَ العجلَ دونَ ربّكمْ

وأنكم بنعمةِ الله عليكم سوفَ تكفرونْ

وفي المناشير التي يحملُها رجالُنا

زِدنا على ما قالهُ تعالى:

سطرينِ آخرينْ:

ومن ذُرى الجولانِ تخرجونْ

وضفّةِ الأردنِّ تخرجونْ

بقوّةِ السلاحِ تخرجونْ..

18

سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ

سوفَ يموتُ الأعورُ الدجّالْ

ونحنُ باقونَ هنا، حدائقاً، وعطرَ برتقالْ

باقونَ فيما رسمَ اللهُ على دفاترِ الجبالْ

باقونَ في معاصرِ الزيتِ.. وفي الأنوالْ

في المدِّ.. في الجزرِ.. وفي الشروقِ والزوالْ

باقونَ في مراكبِ الصيدِ، وفي الأصدافِ، والرمالْ

باقونَ في قصائدِ الحبِّ، وفي قصائدِ النضالْ

باقونَ في الشعرِ، وفي الأزجالْ

باقونَ في عطرِ المناديلِ..

في (الدَّبكةِ) و (الموَّالْ)..

في القصصِ الشعبيِّ، والأمثالْ

باقونَ في الكوفيّةِ البيضاءِ، والعقالْ

باقونَ في مروءةِ الخيلِ، وفي مروءةِ الخيَّالْ

باقونَ في (المهباجِ) والبُنِّ، وفي تحيةِ الرجالِ للرجالْ

باقونَ في معاطفِ الجنودِ، في الجراحِ، في السُّعالْ

باقونَ في سنابلِ القمحِ، وفي نسائمِ الشمالْ

باقونَ في الصليبْ..

باقونَ في الهلالْ..

في ثورةِ الطلابِ، باقونَ، وفي معاولِ العمّالْ

باقونَ في خواتمِ الخطبةِ، في أسِرَّةِ الأطفالْ

باقونَ في الدموعْ..

باقونَ في الآمالْ

19

تسعونَ مليوناً من الأعرابِ خلفَ الأفقِ غاضبونْ

با ويلكمْ من ثأرهمْ..

يومَ من القمقمِ يطلعونْ..

20

لأنَّ هارونَ الرشيدَ ماتَ من زمانْ

ولم يعدْ في القصرِ غلمانٌ، ولا خصيانْ

لأنّنا مَن قتلناهُ، وأطعمناهُ للحيتانْ

لأنَّ هارونَ الرشيدَ لم يعُدْ إنسانْ

لأنَّهُ في تحتهِ الوثيرِ لا يعرفُ ما القدسَ.. وما بيسانْ

فقد قطعنا رأسهُ، أمسُ، وعلّقناهُ في بيسانْ

لأنَّ هارونَ الرشيدَ أرنبٌ جبانْ

فقد جعلنا قصرهُ قيادةَ الأركانْ..

21

ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ..

يشحذُ خبزَ العدلِ من موائدِ الذئابْ

ويشتكي عذابهُ للخالقِ التوَّابْ

وعندما.. أخرجَ من إسطبلهِ حصاناً

وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ

أصبحَ في مقدورهِ أن يبدأَ الحسابْ..

22

نحنُ الذينَ نرسمُ الخريطهْ

ونرسمُ السفوحَ والهضابْ..

نحنُ الذينَ نبدأُ المحاكمهْ

ونفرضُ الثوابَ والعقابْ..

23

العربُ الذين كانوا عندكم مصدّري أحلامْ

تحوّلوا بعدَ حزيرانَ إلى حقلٍ من الألغامْ

وانتقلت (هانوي) من مكانها..

وانتقلتْ فيتنامْ..

24

حدائقُ التاريخِ دوماً تزهرُ..

ففي ذُرى الأوراسِ قد ماجَ الشقيقُ الأحمرُ..

وفي صحاري ليبيا.. أورقَ غصنٌ أخضرُ..

والعربُ الذين قلتُم عنهمُ: تحجّروا

تغيّروا..

تغيّروا

25

أنا الفلسطينيُّ بعد رحلةِ الضياعِ والسّرابْ

أطلعُ كالعشبِ من الخرابْ

أضيءُ كالبرقِ على وجوهكمْ

أهطلُ كالسحابْ

أطلعُ كلَّ ليلةٍ..

من فسحةِ الدارِ، ومن مقابضِ الأبوابْ

من ورقِ التوتِ، ومن شجيرةِ اللبلابْ

من بركةِ الدارِ، ومن ثرثرةِ المزرابْ

أطلعُ من صوتِ أبي..

من وجهِ أمي الطيبِ الجذّابْ

أطلعُ من كلِّ العيونِ السودِ والأهدابْ

ومن شبابيكِ الحبيباتِ، ومن رسائلِ الأحبابْ

أفتحُ بابَ منزلي.

أدخلهُ. من غيرِ أن أنتظرَ الجوابْ

لأنني أنا.. السؤالُ والجوابْ

26

محاصرونَ أنتمُ بالحقدِ والكراهيهْ

فمن هنا جيشُ أبي عبيدةٍ

ومن هنا معاويهْ

سلامُكم ممزَّقٌ..

وبيتُكم مطوَّقٌ

كبيتِ أيِّ زانيهْ..

27

نأتي بكوفيّاتنا البيضاءِ والسوداءْ

نرسمُ فوقَ جلدكمْ إشارةَ الفداءْ

من رحمِ الأيامِ نأتي كانبثاقِ الماءْ

من خيمةِ الذُّل التي يعلكُها الهواءْ

من وجعِ الحسينِ نأتي.. من أسى فاطمةَ الزهراءْ

من أُحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزانِ كربلاءْ

نأتي لكي نصحّحَ التاريخَ والأشياءْ

ونطمسَ الحروفَ..

في الشوارعِ العبريّةِ الأسماء
 

 

 

 

 

 

جمل قصائد نزار قبانى

شقيقتي الكُبرى

 

 

 

 

 

يروِّعُني ..

شحوبُ شقيقتي الكُبرى

هي الأخرى

تُعاني ما أعانيهِ

تعيشُ الساعةَ الصِفْرا ..

تعاني عقدةً سوادء

تعصر قلبها عصرا

قطارُ الحُسنِ مرَّ بها

ولم يتركْ سوى الذكرى

ولم يترك من النهدينِ

إلا الليفَ والقِشرا

لقد بدأت سفينتها

تغوصُ .. وتلمسُ القعرا ..

أراقبها .. وقد جلستْ

بركنٍ ، تُصلحُ الشعرا

تصفعُهُ .. وتخربُهُ

وترسلُ زفرةً حرَّى

تلوبُ .. تلوبُ .. في الرُدُهاتِ ..

مثلَ ذبابة حيرى ..

وتقبعُ في محارتها

كنهرٍ . لم يجدْ مجرى ..

 

 

 



الكَلِمَاتْ .. بينَ أسنان رجال المُخَابَراتْ

 

 

 

 

 

 











































































 

 

 

وأخيراً .. شَرَّفُوني .

كان قلبي دائماً يُنْبِئُني ..

أَنَّهُم آتونَ …

كي يعتقلوا الكِلْمَةَ .. أو يَعْتَقِلُوني ..

ولِذَا .. ما فاجأُوني .

كَسَرُوا أبوابَ بيتي في جنيفٍ

لَوَّثوا ثَلْجَ سويسرا ..

ومراعيها .. وأسرابَ الحَمَامْ ..

وتَحدَّوا وطنَ الحُبِّ ، وإنجيلَ السَلامْ .

وَضَعُوا شِعْري بأكياسٍ ..

فهلْ شاهَدْتُمُ ؟

دولةً تَسْرُقُ عِطْرَ اليَاسَمينِ

يا لها مِنْ غَزْوَةٍ مُضحِكةٍ

سرقُوا حِبري ، وأَوراقي ، ولَمْ ..

يسرُقُوا النارَ التي تحت جَبيني

إنَّني أَسكنُ في ذاكرة الشَعْبِ ..

فَمَا هَمَّ .. إذا هُم سَرَقُوني ؟؟…

2

وأخيراً .. دَخَلُوا غُرْفَةَ نومي ..

واسْتَبَاحُوا حُرُماتي

بَعْثَرُوا أَغْطِيتي ..

شَمْشَمُوا أحْذِيَتي ..

فَتَحُوا أدْوِيَتي ..

دَلَقُوا مَحْبَرتي ..

رَقَصُوا فوقَ بياضِ الصَفَحَاتِ .

غَزْوةٌ تافهةٌ جدّاً .. ككُلِّ الغَزَوَاتِ

أيُّ عَصْرٍ عَرَبيٍّ ؟

ذلكَ العصرُ الذي أفْتَى بِقَتْلِ الكَلِمَاتِ ؟

أيُّ عَصْرٍ مَعْدَنيٍّ ؟

ذلكَ العَصْرُ الذي يَفْزَعُ من صوت العصافيرِ ،

وشَدْوِ القُبَّراتِ .

أيُّ عَصْرٍ لا يُسمَّى ؟

ذلك العصرُ الذي يَحْبِسُنَا

خلفَ أَسْوار اللُّغَاتِ .

أيُّ عَصْرٍ ماضَويٍٍّ .. فَوْضَويٍّ .. بَدَويٍّ ..

قَبَليٍّ .. سُلْطَويٍّ .. دَمَويٍّ ؟.

ذلك العصرُ الذي يُطْلِقُ النارَ عَلَيْنا

ثُمَّ يرمي جُثُثَ الكُتَّابِ ..

في قَعْر الدَوَاةِ ؟؟

3

وأَخيراً .. بَلَغُوني ..

أَنَّهُمْ كانُوا هُنَا ..

فلماذا بَلَّغوني ؟

إنَّني أعرِفُ بالفِطرَةِ أصواتَ بساطيرِ العَسَاكِرْ …

وأنا أعرفُ بالفِطْرَةِ ،

أوصَافَ ، وأَحْجَامَ ، وأسماءَ الخَنَاجِرْ ..

جَهَّزوا جيشاً خُرافيَّاً

لكي يَقْتَحِمُوا عُزْلَةَ شَاعِرْ ..

تَرَكُوا خَلْفَهُمُ الرُومَ .. لكيْ

يُعْلِنُوا الحَرْبَ على ريشةِ طَائِرْ ..

قَدِمُوا من آخِرِ العَالَمِ ،

حتَّى يسرُقُوا بَعْضَ الدَفَاترْ ..

آهِ .. كَمْ هُم أغبيَاءْ .

حينَ ظنُّوا أنَّهُمْ

يَقْتُلُونَ الشِعْرَ إنْ هُم قَتَلُوني …

لم أكُنْ أعرفُ ما حَجْمي ..

إلى أَنْ هاجَمُوني ذاتَ لَيْلَهْ ..

فتأكَّدتُ بأَنّي ..

شاعرٌ يُرْعِبُ دَوْلَهْ …

4

وأخيراً .. شَرَّفُوني

لم يكونوا مِنْ بلاد البَاسكِ..

أو من جيشِ إيْرلَنْدَا ..

ولا هُمْ من عِصَاباتِ شيكاغُو ..

إنَّني أعرِفُ مَنْ هُمْ غُرَمَائي ..

فلماذا أرْسَلُوا خَلْفي كلابَ الصَيد كي تَنْهَشني ؟

هل كلابُ الصَيدِ صارتْ ..

تَتَسلَّى عندنا في أكْلِ لَحْمِ الشُعَراءِ ؟؟

إنَّهُم يدرونَ أنَّ الشِعْرَ عندي .. هو فَنُّ الكِبْريَاءِ

وهُمُ يدرونَ أنْ لا أحداً نَفَضَ الغَبْرَةَ عَن كَعْبِ حِذَائي ...

وهُمُ يَدْرُون أنّي ..

لم أُقَدِّمْ لسوى اللهِ وَلائي …

5

وأخيراً .. شَرَّفُوني .

حاولوا أن يَفْتَحُوا ثُقْبَاً بتاريخي

وأَنْ يكْسِرُوا أنْفَ غُرُوري .

نَبَشُوا أَصْلي . وفَصْلي . وجُذُوري.

نَثَرُوا قُطنَ مِخَدَّاتي .. ونامُوا في سَريري .

قَرَأُوا كلَّ رِسَالَهْ ..

وبيانَاتِ المََصَارفْ .

بَحثُوا عن ئبر نَفْطٍ .. كُنْتُ قد خَبَّأتُهُ تحتَ الشَرَاشِفْ !!

حَاوَلُوا أن يَجدوني واقفاً في طوابير العَمَالَهْ ..

أَعَميلٌ أجنبيٌّ ؟ بَعْدَما حَفَرَ الحُزْنُ دُرُوباً في جَبيني

أَعَميلٌ أجنبيٌّ ؟ . بعدَما قدَّمْتُ رُوحي ..

للمَلايينِ .. وقَدَّمتُ عُيُوني …

6

حَاوَلُوا أن يُمْسِكُوني ..

وأنا أرهُنُ في السوق السياسيِّ ، ثيابي ..

حَاوَلُوا أن يضبِطُوني ..

وأنا أقْبِضُ أتعابي على بَيْتٍ من الشِعْر كَتَبْتُهْ ..

أو يُسمُّون إماماً واحداً كنتُ قَصَدتُهْ ..

حَاوَلُوا أن يَجدُوا لي صورةً، وأنا أرقُصُ في ديوانِ كِسْرى

أو أصبُّ الخَمْرَ في عُرْسِ ثريٍّ .. أو أميرِ ..

لم أكُنْ يوماً من الأيَّامِ طَبَّالاً ..

ولا زوَّرْتُ شِعْري .. وشُعُوري..

كانَ شِعْري دائماً أكْبَرَ من كلِّ كبيرِ ..

ليسَ عندي ذَهَبٌ .. أو فِضَّةٌ ..

 

 

يُسمعني.. حـينَ يراقصُني

كلماتٍ ليست كالكلمات

يأخذني من تحـتِ ذراعي

يزرعني في إحدى الغيمات

والمطـرُ الأسـودُ في عيني

يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات

يحملـني معـهُ.. يحملـني

لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات

وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ

كالريشةِ تحملها النسمـات

يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ

بيديـهِ وحُزمـةَ أغنيـات

يهديني شمسـاً.. يهـديني

صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات

يخـبرني.. أني تحفتـهُ

وأساوي آلافَ النجمات

و بأنـي كنـزٌ... وبأني

أجملُ ما شاهدَ من لوحات

يروي أشيـاءَ تدوخـني

تنسيني المرقصَ والخطوات

كلماتٍ تقلـبُ تاريخي

تجعلني امرأةً في لحظـات

يبني لي قصـراً من وهـمٍ

لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات

وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي

 

 

لا شيءَ معي.. إلا كلت

 

أدب .. الموسوعة العالمية للشعر العربي نزار قباني

 

قصائد نزار قباني الغزلية الممنوعة..

 

روائع نزار قباني




منتديات الشاعر السوري نزار قباني • مشاهدة المنتدى - ~*¤ô§ô ...


 

شعر نزار قباني





 

موقع الشاعر
 

 

 

 

 

ديوان نزار قباني









Aujourd'hui sont déjà 3 visiteurs (9 hits) Ici!
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement